زايد جرو / الرشيدية
شحت الأمطار بالجنوب الشرقي ،وتضاعفت معاناة المغرب العميق في
ظل فقر مستدام ،التعب والعُري أعيى الرحل والفقراء، والتفاوت الاجتماعي تنامى بشكل
كبير وملفت ... كثرت اجتماعات المسؤولين بنظاراتهم السميكة وبروابط أعناق طويلة
مختلفة ألوانها وأشكالها ، يفوح منهم عطر من الدرجة الأولى ويترك الأثر كلما مر
أحدهم بجانبك .. تضخمت لقاءاتهم بالصبح والعشي ، والتقارير في كل الرفوف مصففة
وبالحواسب مرقمة ،خلف مكيفات هوائية في قر هذا الشتاء . .. الهواتف النقالة والثابتة لا
تكف عن الرنين حتى يتضايق الزائرون في كل المكاتب ، والحال هو الحال في السياسات
العمومية والتنموية ...والضعيف والهزيل والمريض غير جدير بالحياة في هذه الأرض ،
قلّ الماء وغارات الآبار وضن العيش بالواحات والمراعي .
حال الرحل هذا العام مستعص ،هجر الكثير منهم الشعاب لمناطق بعيدة علَّ أرضها تجود كلأ ، سافروا بوجه عبوس كظيم ومتعب، بين أودية جافة ورمال بها أثر زحف زواحف كثيرة ،خرجت بدورها من الجحور بحثا عن طعم مستساغ ولو من بني جلدتها ..سافرواعلى أصوات الغربان صباحا وأصوات البوم مساء متحسرين ،منكسرين ،منقبضين طالبين ربهم الجود والغيث ..هم رحل لا يعرفون من الحياة غير شروق الشمس وغروبها، وماذا أكل القطيع، وأين توجد قطرة ماء ليقطعوا من أجلها المسافات الطوال على الأقدام، أو على مطية دواب ضامرة من البغال والحمير ..قطيعهم يتهالك يوما بعد يوم ،والنسور الجارحة تراقب سقوطها ، قل عطاؤها من اللبن والزبد ، ولا عائدات من بيع الأسواق ،ولا دخل قار، ينتظرون متى ستمد اليهم الأيادي بعض الدعم من الأعلاف ما قل منه أو كثُر، يستيقظون بكرة، ويسوقون ماشيتهم ربما تجد نبتة شوكية تم نسيانها في الطريق الذي حفظته يوميا، لتعود في المساء أدراجها ضامرة جائعة ولا يجد " موحا أرحال " المسكين من حل لإطعامها تجنبا لسماع " بعبعتها " التي تؤلمه، غير بيع بعضها ليشتري بثمنها علفا وشعيرا للقطيع المتبقي، وكل أسبوع يتحسر لعددها الذي يقل، ولا خيار له، ولا لجيرانه غير الهلاك والموت اليومي بالتقسيط .
الكثير من أبناء الرحل بالجنوب الشرقي بين الرشيدية وكولميمة، والرشيدية وبودنيب ،وبعمق الصحراء بمرزوكة والطاوس وزاكورة ولمحاميد ، لا يدرون من عالم الطفولة غير الأحلام ، ترى الراعي الطفل منهم يحمل عصاه الطويلة المدورة الرأس، كالتي يستعملها سائقو السيارات، تحسبا للمخاطر، ويستعملها المسكين في ضرب نوع من النباتات الصحراوية " المكورة" ذات اللون الأخضر، بكل جهده ليفتتها، للقطيع الذي يلتف حوله بعد سماع عبارة " تيك تيك" إخبارا منه بأنه قد نجح بعرق يتصبب في تهشيم النبتة، ثم ينتقل للأخرى والأخرى،طيلة النهار والأسبوع والشهر ، أقرانه يفكون شفرة القراءة بقلم بين أنامل طرية، وهو يهشم رأس النبتة بعصا قوية بين أصابع خشنة في مغرب كله على بعضه ديمقراطي حسب التصريحات الحكومية والمنظمات الحقوقية .... الوضع بالجنوب الشرقي يستوجب حقا خطة استراتيجية قابلة للتنزيل وتنظيم قوافل مساعدات إنسانية وقوافل طبية لإغاثة هؤلاء الرحل في هذا الوضع المتأزم من السنة .
حال الرحل هذا العام مستعص ،هجر الكثير منهم الشعاب لمناطق بعيدة علَّ أرضها تجود كلأ ، سافروا بوجه عبوس كظيم ومتعب، بين أودية جافة ورمال بها أثر زحف زواحف كثيرة ،خرجت بدورها من الجحور بحثا عن طعم مستساغ ولو من بني جلدتها ..سافرواعلى أصوات الغربان صباحا وأصوات البوم مساء متحسرين ،منكسرين ،منقبضين طالبين ربهم الجود والغيث ..هم رحل لا يعرفون من الحياة غير شروق الشمس وغروبها، وماذا أكل القطيع، وأين توجد قطرة ماء ليقطعوا من أجلها المسافات الطوال على الأقدام، أو على مطية دواب ضامرة من البغال والحمير ..قطيعهم يتهالك يوما بعد يوم ،والنسور الجارحة تراقب سقوطها ، قل عطاؤها من اللبن والزبد ، ولا عائدات من بيع الأسواق ،ولا دخل قار، ينتظرون متى ستمد اليهم الأيادي بعض الدعم من الأعلاف ما قل منه أو كثُر، يستيقظون بكرة، ويسوقون ماشيتهم ربما تجد نبتة شوكية تم نسيانها في الطريق الذي حفظته يوميا، لتعود في المساء أدراجها ضامرة جائعة ولا يجد " موحا أرحال " المسكين من حل لإطعامها تجنبا لسماع " بعبعتها " التي تؤلمه، غير بيع بعضها ليشتري بثمنها علفا وشعيرا للقطيع المتبقي، وكل أسبوع يتحسر لعددها الذي يقل، ولا خيار له، ولا لجيرانه غير الهلاك والموت اليومي بالتقسيط .
الكثير من أبناء الرحل بالجنوب الشرقي بين الرشيدية وكولميمة، والرشيدية وبودنيب ،وبعمق الصحراء بمرزوكة والطاوس وزاكورة ولمحاميد ، لا يدرون من عالم الطفولة غير الأحلام ، ترى الراعي الطفل منهم يحمل عصاه الطويلة المدورة الرأس، كالتي يستعملها سائقو السيارات، تحسبا للمخاطر، ويستعملها المسكين في ضرب نوع من النباتات الصحراوية " المكورة" ذات اللون الأخضر، بكل جهده ليفتتها، للقطيع الذي يلتف حوله بعد سماع عبارة " تيك تيك" إخبارا منه بأنه قد نجح بعرق يتصبب في تهشيم النبتة، ثم ينتقل للأخرى والأخرى،طيلة النهار والأسبوع والشهر ، أقرانه يفكون شفرة القراءة بقلم بين أنامل طرية، وهو يهشم رأس النبتة بعصا قوية بين أصابع خشنة في مغرب كله على بعضه ديمقراطي حسب التصريحات الحكومية والمنظمات الحقوقية .... الوضع بالجنوب الشرقي يستوجب حقا خطة استراتيجية قابلة للتنزيل وتنظيم قوافل مساعدات إنسانية وقوافل طبية لإغاثة هؤلاء الرحل في هذا الوضع المتأزم من السنة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق