تبكي موت حمارها و معيلها الوحيد في هذا الكون المزدحم بالسياسين و الحقوقيين و المناضليين و المومنين و الملحدين و المحسنين ...
كان هذا الحيوان يعينها لجلب الماء ، الحطب ، التنقل ..
لم تصل إليها الأيادي الميمونة لجلالة الملك !؟ ولا صناديق بن كيران ولا بان كي مون التنموية و التكافلية! و...
تعلمون الآن لماذا تستيقظ نساء البوادي فيكون اول عمل يقمن به الاعتناء بالحيوانات ( علف المواشي ؛ سقي؛ تنظيف ..) حتى قبل أطفالهن . لأن الظروف تعلمك الاعتناء و تقدير كل من يقدم لك خدمة ...
و انا اكتب عن هذا الصورة .وعلاقة الإنسان بالحيوان تذكرت قصة لوالدتي ،
قبل عقدين من الزمان تقريبا كانت لنا بقرة كبيرة في السن بعد أن قضت مدة طويلة تخدمنا قررت العائلة بيعها و استبدالها بأخرى .
في آخر يوم لهذه البقرة عندنا قامت والدتي صباحا فاطعمتها و نظفتها...
ما ان سحب المشتري الحبل و اقتادها خارجا حتى بدأت والدتي بالبكاء و إلقاء نظرة الوداع وهي تخاطبها و تطلب منها السماح بعبارة أمازيغية :
" سامحاغ ا لمخلوقة ن ربي ك اوينا ام اور نكي نغد اينا ك كم نبري ..."
ونحن نضحك و نسخر منها اجابتنا : بفضلها كبرتم ونمت أجسادكم
" لخير ن تفوناست دغ اوند اسخاترن افادن"
بعض القيم النبيلة تعلمها أبناء الجبال من الحيوان والشجر و الحجر وليس من البشر !.
المصدر : Moha Amazigh
صورة وكالة رويترز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق